١٣
باب
*(غزوة الرجيع وغزوة معونة)*
الآيات آل عمران « ٣ » : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية ١٦٩.
تفسير : قال الطبرسي رحمهالله قيل : نزلت في شهداء بئر معونة ، وكان سبب ذلك على ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار بإسناده عن أنس وغيره قال : قدم أبوبراء عامر ابن مالك بن جعفر ملاعب الاسنة وكان سيد بني عامر بن صعصعة على رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة. وأهدى له هدية ، فأبى رسول الله (ص) أن يقبلها ، وقال : «يا أبا براء لا أقبل هدية مشرك فأسلم إن أردت أن أقبل هديتك» وقرأ عليه القرآن فلم يسلم ولم يبعد ، وقال يا محمد : إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل ، فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إني أخشي عليهم أهل نجد» فقال أبوبراء : أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك ، فبعث رسول الله (ص) المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة في سبعين(١) رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء ابن الصلت السلمي ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وذلك في صفر سنة أربع من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد ، فساروا حتى نزلوا بئر معونة(٢) ، فلما نزلوا قال بعضهم لبعض : أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلىاللهعليهوآله أهل هذا الماء؟ فقال حرام بن ملحان : أنا ، فخرج بكتاب رسول الله (ص) إلى عامر بن الطفيل ، فلما أتاهم لم ينظر عامر في كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال
___________________
(١) في سيرة ابن هشام : في اربعين رجلا.
(٢) في السيرة : وهى أرض بنى عامر وحرة بنى سليم ، كلا البلدين منها قريب ، وهى إلى حرة بنى سليم اقرب.