بالسيف فما منعك منه؟ قال : الله ، أهويت له بالسيف لاضربه فما أدري من زلخني بين كتفي فخررت لوجهي وخر سيفي وسبقني إليه محمد فأخذه. ولم يلبث الوادي أن سكن ، فقطع رسول الله (ص) إلى أصحابه فأخبرهم الخبر وقرأ عليهم « ان كان بكم أذى من مطر » الآية(١).
بيان : في القاموس : الزلخ : المزلة تزل منها الاقدام لندوته أو ملاسته ، وزلخه بالرمح : زجه ، وزلخه تزليخا : ملسه.
١ ـ عم : ثم كانت بعد غزوة بني النضير غزوة بنى لحيان(٢) ، وهي الغزوة التي صلى فيها صلاة الخوف بعسفان حين أتاه الخبر من السماء بما هم به المشركون : وقيل : إن هذه الغزوة كانت بعد غزوة بني قريظة.
ثم كانت غزوة ذات الرقاع بعد غزوة بني النضير بشهرين.
قال البخاري : إنها(٣) كانت بعد خبير لقى بها جمعا من غطفان ولم يكن بينهما حرب ، وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله (ص) صلاة الخوف ، ثم انصرف بالناس(٤).
وقيل : إنما سميت ذات الرقاع لانه جبل فيه بقع حمرة وسواد وبياض فسمي ذات الرقاع ، وقيل : إنما سميت بذلك لان أقدامهم نقبت فيها فكانوا
___________________
(١) مجمع البيان ٣ : ١٠٣.
(٢) قد اختلف اهل السير في وقت غزوة بنى لحيان ، فقال ابن هشام في السيرة : كانت في السنة الخامسة في جمادى الاولى على رأس ستة أشهر من فتح بنى قريظة ، وقال المقريزى في الامتاع : كانت لهلال ربيع الاول سنة ست ، وذكر ما تقدم عن ابن هشام وقال : صححه جماعة. وقال : وصحح ابن حزم انها في الخامسة ، وقال بعض من ارخ : انها كانت اكثر من مرة ، فواحدة كانت قبل الخندق ، واخرى بعدها.
(٣) اى غزوة ذات الرقاع راجع البخارى ٥ : ١٤٤.
(٤) وقيل : سميت بذلك لانهم رقعوا راياتهم ، وقيل : لانه كانت هناك شجرة يقال لها : ذات الرقاع. قيل : لان هذه الشجرة كانت العرب تعبدها ، وكل من كان له حاجة منهم يربط فيها خرقة وقيل : لوقوع صلاة الخوف فيها فسميت بذلك لترقيع الصلاة فيها.