بكر وعائشة وصفوان ، والهاء للافك « بل هو خير لكم » لاكتسابكم به الثواب « لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم » لكل جزاء ما اكتسب بقدر ما خاض فيه مختصا به « والذي تولى كبره » معظمه « منهم » من الخائضين وهو ابن أبي ، فإنه بدأ به وأذاعه عداوة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، أو هو وحسان ومسطح فإنهما شايعاه في التصريح به ، و « الذي » بمعنى الذين « له عذاب عظيم » في الآخرة أو في الدنيا بأن جلدوا. وصار ابن أبي مطرودا مشهورا بالنفاق ، وحسان أعمى أشل اليدين ، ومسطح مكفوف البصر « لولا » هلا « إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا » بالذين منهم من المؤمنين والمؤمنات « وقالوا هذا إفك مبين » كما يقول المستقين المطلع على الحال « لولا جاؤا » إلى قوله : « الكاذبون » من جملة المقول تقريرا لكونه كذبا ، فإن ما لا حجة عليه فكذب عند الله ، أي في حكمة ، ولذلك رتب عليه الحد « ولولا فضل الله عليكم » في الدنيا بأنواع النعمة التي من جملتها الامهال للتوبة « ورحمة في الآخرة » بالعفو والمغفرة المقدران لكم « لمسكم » عاجلا « فيما أفضتم » خضتم « فيه عذاب عظيم » يستحقر دونه اللوم والجلد.
« اذ » ظرف لمسكم أو أفضتم « تلقونه بألسنتكم » يأخذ(١) بعضكم من بعض بالسؤال عنه « وتقولون بأفواهكم » بلا مساعدة من القلوب « ما ليس لكم به علم » لانه ليس تعبيرا عن علم به في قلوبكم « وتحسبونه هينا » سهلا لا تبعة له « وهو عند الله عظيم » في الوزر « ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا » ما ينبغي وما يصح لنا « أن نتكلم بهذا » إشارة إلى القول المخصوص أو إلى نوعه « سبحانك هذا بهتان عظيم » تعجب من ذلك(٢) ، وأصله أن يذكر عند كل متعجب تنزيها لله تعالى من أن يصعب عليه مثله ، ثم كثر فاستعمل لكل متعجب ، أو تنزيه لله من أو يكون حرم نبيه فاجرة ، فإن فجورها تنفير عنه بخلاف كفرها « يعظكم الله أن تعودوا لمثله » كراهة أن تعودوا ، أو في أن تعودوا « أبدا » ما دمتم أحياء مكلفين « إن كنتم مؤمنين »
___________________
(١) في المصدر : والمعنى يأخذه بعضكم.
(٢) في المصدر : تعجب ممن يقول ذلك.