الرزق لها ، وهو أظهر ، وفي النهاية : القذذ : ريش السهم ، واحدتها قذة ، ومنه الحديث : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، أي كما يقذ كل واحدة منهما على صاحبتها وتقطع ، وقال : فيه لفارس نطحة أو نطحتان ، أي تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ، وفي القاموس : الضروس : الناقة السيئة الخلق تعض حالبها قوله : لولا ما ، لعله اكتفى ببعض الكلام ولم يذكر العلة لبعض المصالح إن لم يكن سقط من الكلام شئ(١) من بين ولده ، في أكثر النسخ : من بني ولده ، إشارة إلى الظلم على أولاده المعصومين ، وقد يطلق الولد على الآباء ايضا ، وكان في النسخ التي عندنا في تلك الخطبة تصحيفات فأوردناها كما وجدنا.
٢٩ ـ أقول : قال ابن أبي الحديد : سلمان رجل من فارس من رامهرمز ، و قيل : بل من إصفهان من قرية يقال لها : جي ، وهو معدود من موالي رسول الله (ص) وكنيته أبوعبدالله ، وكان إذا قيل له : ابن من أنت؟ يقول : أنا سلمان بن الاسلام أنا من بني آدم ، وقد روي أنه تداوله بضعة عشر ربا عن واحد إلى آخر حتى أفضى إلى رسول الله صلى الله عليه آله ، وروى أبوعمر ابن عبدالبر في الاستيعاب أن رسول الله صلوات الله عليه وآله اشتراه من أربابه وهم قوم يهود(٢) ، على أن يغرس لهم من النخل كذا وكذا ، ويعمل فيها حتى يدرك(٣) ، فغرس رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك النخل كله بيده إلا نخلة واحدة غرسها عمر بن الخطاب ، فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة ، فقال رسول الله (ص) : من غرسها؟ فقيل : عمر ، فقلعها وغرسها رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده فأطعمت ، قال أبوعمر : وكان سلمان يسف الخوص وهو أمير على المدائن ، ويبيعه ويأكل منه ، ويقول : لا احب أن آكل إلا من عمل يدي ، وكان تعلم سف الخوص من المدينة ، وأول مشاهده الخندق ، وقد روي أنه شهد بدرا واحدا. ولم يفته بعد ذلك مشهد.
قال : وكان سلمان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.
____________________
(١) تقدم ان الموجود في المصدر : لولا ما لولا.
(٢) في المصدر : بدراهم وعلى ان يغرس. (٣) في المصدر : حتى تدرك.