بيان : قوله : بسوادي ، كذا في النسخة التي عندنا ، ولعل المعنى بأمتعتي وأشيائي ، قال الجوهري ، سواد الامير : نقله ، ولفلان سواد أي مال كثير ، انتهى والاتحمية : ضرب من البرود.
٤٨ ـ ما
: جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب
الابواب ، عن محمد بن الفضل بن مختار البابي ، عن
أبيه ، عن الحكم بن ظهير ، عن
الثمالي ، عن القاسم بن عوف ، عن أبي الطفيل ، عن
سلمان الفارسي رحمهالله
قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي قبض
فيه ، فجلست بين يديه
وسألته عما يجد وقمت لاخرج فقال لي : اجلس يا
سلمان فسيشهدك الله عزوجل
أمرا ، إنه لمن خير الامور ، فجلست فبينا أنا
كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته
ورجال من أصحابه ، ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل
، فلما رأت ما برسول الله
صلىاللهعليهوآله
من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها فأبصر ذلك رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فقال : ما يبكيك يا بنية ، أقر الله عينك ولا أبكاها ، قالت : وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف؟ قال لها
: يا فاطمة توكلي على الله
واصبري كما صبر آباؤك من الانبيآء ، وامهاتك
أزواجهم ، ألا ابشرك يا فاطمة؟
قالت : بلى يا بني الله ، أو قالت : يا أبت ، قال
أما علمت أن الله تعالى اختار أباك
فجعله نبيا ، وبعثه إلى كافة الخلق رسولا ، ثم
اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه
واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا ، يا فاطمة إن
عليا أعظم المسلمين على المسلمين
بعدي حقا ، وأقدمهم سلما ، وأعلمهم علما ، وأحلمهم
حلما ، وأثبتهم في الميزان
قدرا ، فاستبشرت فاطمة عليهاالسلام ، فأقبل عليها رسول
الله (ص) فقال : هل سررتك
يا فاطمة؟ قالت : نعم يا أبت ، قال : أفلا
أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير
وفواضله؟ قالت : بلى يا نبي الله ، قال : إن
عليا أول من آمن بالله عزوجل
ورسوله من هذه الامة ، هو وخديجة امك ، وأول من
وازرني على ما جئت به
يا فاطمة إن عليا أخي وصفيي وأبوولدي ، إن عليا
اعطي خصالا من الخير لم
يعطها أحد قبلها ، ولا يعطاها أحد بعده ، فأحسني عزاك ، واعلمي أن أباك لاحق