يفضل ربحه على هذا بألف ضعف ، قال : أليس يلزمه في عقله أن يؤثر الافضل؟ قالوا : بلى ، قال : فهكذا إيثار قرابة أبوي دينك : محمد وعلي أفضل ثوابا بأكثر من ذلك ، لان فضله على قدر فضل محمد وعلي على أبوي نسبه.
وقيل للرضا عليهالسلام : ألا نخبرك بالخاسر المتخلف؟ قال : من هو؟ قالوا : فلان باع دنانيره بدراهم أخذها فرد ماله عن عشرة آلاف دينار ، إلى عشرة آلاف درهم قال : بدرة باعها(١) بألف درهم ألم يكن أعظم تخلفا وحسرة؟ قالوا : بلى قال ألا انبئكم بأعظم من هذا تخلفا وحسرة ، قالوا بلى ، قال : أرأيتم لو كان له ألف جبل من ذهب باعها بألف حبة من زيف ألم يكن أعظم تخلفا وأعظم من هذا حسرة؟ قالوا : بلى ، قال : أفلا أنبئكم بأشد(٢) من هذا تخلفا ، وأعظم من هذا حسرة؟ قالوا : بلى ، قال : من آثر في البر والمعروف قرابة أبوي نسبه على قرابة أبوي دينه : محمد وعلي ، لان فضل قرابات وعلي أبوي دينه على قرابات أبوي نسبه أفضل من فضل ألف جبل ذهب على ألف حبة زائف.
وقال محمد بن علي الرضا عليهماالسلام : من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي عليهماالسلام على قرابات أبوي نسبه اختاره الله تعالى على رؤوس الاشهاد يوم التناد وشهره بخلع كراماته وشرفه بها على العباد إلا من ساواه في فضائله أو فضله. وقال علي بن محمد عليهماالسلام : إن من إعظام جلال الله إيثار قرابة أبوي دينك : محمد وعلي عليهماالسلام على قرابات أبوي نسبك ، وإن من التهاون بجلال الله إيثار قرابات أبوي نسبك على قرابات أبوي دينك : محمد وعلي عليهماالسلام. وقال الحسن بن علي عليهماالسلام : إن رجلا جاع عياله فخرج يبغي لهم ما يأكلون فكسب درهما فاشترى به خبزا وأدما(٣) فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي
____________________
(١) في نسخة : قال : [ ارأيت لو باعها ] وفى المصدر : قال : بدرة باعها بالف درهم زيف.
(٢) في المصدر : أفلا انبئكم بمن هو اشد.
(٣) في المصدر : واداما.