٢٥ ـ وروي أنه لما حج الرشيد ونزل في المدينة اجتمع إليه بنوهاشم وبقايا المهاجرين والانصار ووجوه الناس وكان في القوم الامام أبوالحسن موسى بن جعفر صلوات الله عليهما فقال لهم الرشيد : قوموا بنا إلى زيارة رسول الله ، ثم نهض معتمدا على يد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام حتى انتهى إلى قبر رسول الله فوقف عليه وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا بن عم ، افتخارا(١) على قبائل العرب الذين حضروا معه ، واستطالة عليهم بالنسب.
قال : فنزع أبوالحسن موسى عليهالسلام يده من يده وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبه.قال فتغير وجه الرشيد ثم قال : يا أبا الحسن إن هذا لهو الفخر.
٢٦ ـ خبر يحيى بن يعمر(٢) مع الحجاج : قال الشعبي : كنت بواسط وكان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج ، فخطب خطبة بليغة فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا(٤) قال : يا شعبي هذا يوم أضحى وقد أردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق ، وأحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به.
فقلت : أيها الامير أو ترى أن تستن بسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله وتضحي بما أمر أن
____________________
(١) في المصدر : افتخارا بذلك.
(٢) هو يحيى بن يعمر العدوانى الوشقى النحوى البصرى ، كان من التابعين لقى عبدالله بن عباس وغيره وروى عنه قنادة بن دعامة واسحاق بن سويد ، وهو احد قراء البصرة وعنه اخذ عبدالله بن ابى اسحاق القراءة وانتقل إلى خراسان وتولى القضاء بمرو وكان عالما بالقرآن الكريم والنحو واللغات العرب ، اخذ النحو عن ابى الاسود الدولى كان شيعيا واخباره ونوادره كثيرة توفى سنة ١٢٩.
(٣) هو ابوعمر وعامر بن شراحيل بن عبد ذى كبار كوفى تابعى فقيه فاضل مات بعد المائة وله نحو من ثمانين.
(٤) اى قعد غير مطمئن وكانه يتهيأ للوثوب.