الجمادات من السماويات والارضيات كشق القمر وإقبال الشجر وتسبيح الحصى وأمثالها مما لا يحصى ، وفوض امورها إليهم من التحليل والتحريم والعطاء والمنع وأن كان ظاهرها تفويض تدبيرها إليهم فهم يحلون ما يشاؤن ، ظاهره تفويض الاحكام كما سيأتي تحقيقه.
وقيل : ما شاؤا ، هو ما علموا أن الله أحله ، كقوله تعالى : « يفعل الله ما يشاء » مع أنه لا يفعل إلا الاصلح كما قال : « ولن يشاؤا » إلى آخره والديانة الاعتقاد المتعلق باصول الدين.من تقدمها ، أي تجاوزها بالغلو مرق ، أي خرج من الاسلام ، ومن تخلف عنها ، أي قصر ولم يعتقدها محق على المعلوم ، أي أبطل دينه ، أو على المجهول أي بطل. ومن لزمها واعتقد بها لحق أي بالائمة أو أدرك الحق ، خذها إليك أي احفظ هذه الديانة لنفسك.
٢٥ ـ عد : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل جلاله وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والاهواء المضلة ، وأنه ما صغر الله جل جلاله تصغيرهم شئ ، وقال(١) جل جلاله : « ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون(٢) » وقال الله عزوجل : « لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق » (٣).
واعتقادنا في النبي والائمة عليهمالسلام أن بعضهم قتلوا بالسيف وبعضهم بالسم ، وإن ذلك جرى عليهم على الحقيقة وإنه ما شبه أمرهم ، (٤) لا كما يزعمه من يتجاوز الحد
____________________
(١) في المصدر : كما قال.
(٢) آل عمران : ٧٩.
(٣) النساء : ١٧٠.
(٤) في المصدر : انه ما شبه على الناس امرهم.