والنقطة الأولىٰ إشارة إلىٰ الاتّجاه الجبري الّذي كان يتبنّاه الأشاعرة حيث ينسبون ما يأتي من الإنسان من المعاصي إلىٰ الله تعالىٰ مباشرة . والنقطة الثانية إشارة إلىٰ ما يتبنّاه المفوّضة من نسبة قضاء الخير وقضاء الشرّ إلىٰ الإنسان مباشرة .
والنصوص عن أهل البيت عليهمالسلام كثيرة بهذا الصدد .
وهذه النقطة تتبع النقطة السابقة ، والإنسان لو كان هو الّذي يختار ( في مرحلة المباديء ) السبيل الّذي يسلكه يتحمّل بالضرورة ، نتائج ومسؤوليات كلّ ما يترتّب علىٰ فعله من آثار ونتائج قطعية ومتقنة . والمسؤولية هي نتيجة الاختيار ، وفي نفس الوقت فإنّ الاحساس الوجداني الواضح عند الإنسان بالمسؤولية هو أمارة الاختيار والقرآن يعمّق الاحساس بالمسؤولية عند الإنسان يقول تعالىٰ :
( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ( الصافّات ٣٧ : ٢٤ ) .
( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) ( الأعراف ٧ : ٦ ) .
( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( الحجر ١٥ : ٩٢ ) .
( وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( النحل ١٦ : ٩٣ ) .
( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ( التكاثر ١٠٢ : ٨ ) .
________________
=
١٣٨٨ هـ .