وربما شعر بميلاد ابن أخيه بالرغم أنه لم ير له من أثر .. وقد يرتكب جعفر حماقة وتسوّل له نفسه الاتصال بالخليفة واحاطته علماً بالنبأ العظيم ..
وفي تلك الفترة أصبح لقاء الامام الحسن وجهاً لوجه أمراً متعذراً .. كانت الأجواء بالغة الحساسية بسبب تفاقم التهديدات الخطيرة التي تواجه الدولة في ايران حيث « الصفار » ما يزال يخطط لاقتحام نيسابور عاصمة اقليم خرسان الثري ... وهناك أيضاً دولة طبرستان بقيادة الحسن بن زيد الذي هزم مؤخراً ثم ظهور ثائر علوي آخر في مصر هو « ابراهيم بن محمد بن يحيى » المعروف في بـ « ابن الصوفي » .. والطامة الكبرى تفاقم خطر ثورة الزنوج في البصرة وسقوط المزيد من الأراضي ووصولهم الى ضواحي مدينة « واسط » (١٥١) وفي سامراء كانت الاوضاع تتأزم تنذر بوقوع حادثة ما .. فالخليفة المعتمد بدأ يتوجس من نفوذ أخيه الموفق .. ١٥٢ خاصة وأن نفوذ الاتراك وتلاعبهم في الخلافة جعله لا يطمئن الى مستقبله في الحكم وما زاد الطين بلة أن جعفر ابن الامام الهادي قد اتصل به وهو يهذي بأشياء كثيرة (١٥٣) حول ولادة الطفل الموعود الذي يدعى عند الشيعة « بالمهدي »! ومعنى هذا أن نهاية الحكم العباسي قد باتت وشيكة .. ولهذا أوعز بتكثيف المراقبة على منزل الامام .. وشعر الامام بالخطر قد أصبح قاب قوسين أو أدنى .. وقد يتعرض المنزل الى مداهمة ليلية في أية