السحر الأخير مرق الصبي الى حجرة أبيه العظيم ..
جلس عنده وقد غمره حزن واحساس بالفجيعة يلوح في وجهه كسماء تكتنفها غيوم رمادية ..
دمعت عينا الأب من أجل ابنه .. من أجل كل المحن التي سيواجهها خلال الزمان المرير ... همس بحب :
ـ يا سيدى أهل بيته أعطني شربة!
أخذ الصبي الطاهر الإناء وأدناه من فيه وارتشف الامام شربة منحته قليلاً من الدفء ..
قال الأب :
جهزني للصلاة!
أخذ الصبي منديلاً ونشره على صدر أبيه وراح يساعد والده على اسباغ الوضوء واستغرق الامام في الصلاة بعد أن يمم وجهه تلقاء المسجد الحرام والبيت العتيق ..
والتفت الى ابنه وقد انفلق عمود الفجر الصادق.
ـ بني الحبيب! أنت صاحب الزمان .. أنت المهدي الذي بشر بك الرسول .. وأخبر بك اسمك اسمه وكنيتك كنيته .. وهذا هو عهد آبائي قد جاء ..
وفي تلك اللحظات الندية بالدموع شعر الصبي بأن قلبه يضيء بنور قادم من قلب السماوات ..
سوف تواجهك المحن يا بشارة الانبياء .. وسوف تطاردك