٢٦
لم تشرق شمس اليوم الثامن من ربيع الأول وظلت غائبة وراء السحب الكابية التي تراكمت على امتداد الليل الشتائي الطويل.
اليوم هو الأول من كانون الثاني من العام الميلادي الجديد « ٨٧٤ » حدثت في الرواق حركة غير عادية عندما أعلن عقيد الخادم عن رحيل زعيم البيت العلوي الامام الحسن واستحال المنزل الواقع في « درب الحصا » الى خيمة تعصف بها الريح من كل مكان ..
برقت عينا جعفر بالغدر وقد ضجّت في أعماقه المظلمة أصوات تشبه عواء ذئاب مجنونة ...
ها هو يستيقظ على صيحات المأتم فهبّ كمن لسعته عقرب وراح يتصرف كالسيّد المطاع وربّ المنزل .. وحاول جاهداً أن يضفي على نفسه مسحة من الوقار كإمام جديد للشيعة!
ان جميع الظروف قد باتت مواتية ، فأخوه قد رحل عن الدنيا دون وصية ظاهرة ، واذن فقد أصبح كل شيء له .. أنه الوريث الذي لن ينازعه أحد .. ولكن ماذا لو ظهر ابن أخيه؟!