وصلته انباء مؤكدة عن تحركات عسكرية بقيادة الامبراطور تيفوئيل تستهدف اجتياح مدن مصر الساحلية ..
ولذا استدعى وصيف قائلاً له :
ـ ان طاغية الروم يهدد حدودنا بغزو وشيك .. وليس هناك من يستطيع صده إلا أنا أو أنت فما رأيك .. فاما أن تتوجه أنت أو أنا!!
قال وصيف :
ـ بل أنا!
وهكذا بدأت الاستعداد على قدم وساق في تجهيز حملة عسكرية لصد الغزو الرومي القادم.
وقد ورد في وثيقة الحملة إجراء اثار هواجس « وصيف » وهو ضرورة مرابطة وصيف في الجبهة الشمالية مدة أربع سنين وستكون عودته بتصريح من الخليفة نفسه (٥).
وقد لقيت هذه الخطوة ترحيباً من قبل ابن الخصيب بسبب عداء شخصي مع وصيف (٦).
ولكن حالة المنتصر النفسية فيما يبدو كانت تتدهور نحو الأسوأ .. واستحالت لياليه الى كوابيس.
وكان دائم النظر الى السجادة التي شهدت مصرع أبيه يتأمل في بقع الدماء التي لم تفلح المياه في ازالتها تماماً ..
وما ضاعف فجيعته صور ونقوش بالفارسية أثارت اهتمامه وفي إحدى دوائر السجادة الفارسية فارس متوج تحيطه كتابة