٣
سيطرت حمى الهواجس على القصر حيث يقيم الخليفة الذي مضت على حكمه خمسة أشهر ، وما زالت روحه المعذبة مثقلة بمشاعر الاثم .. وبدأت لقاءات الاتراك تتخذ طابع التوجس من اجراءات الخليفة الذي قد ينقض عليهم في لحظة ما ..
ومن يرى القائدين « وصيف » و « بغا الشرابي » لابد وأن يدرك انهما ما يزالان يحكمان بقبضة حديدية على مصير البلاد ، كما أنه سيكتشف من لقاءاتهما المستمرة أنهما بدءا يتوجسان من « المنتصر » الذي لا يمكن السيطرة عليه.
وكان يثير خوفهما أنه لا يمكن اغتياله فلقد كان « مهيباً » شجاعاً ، فطناً متحرزاً (٨) ولذا بدأوا يفكرون بوسائل أخرى (٩).
الرواق الذي اتخذه المنتصر مجلساً له كان مقفراً فقد انطلق الخليفة المعذب ينهب ميدان الخيل بحصانه امعاناً في الفرار .. كان بغا ووصيف يتمشيان خلال أروقة القصر عندما صادفهما موظف في القصر يعمل كاتباً في ديوان جيش الشاكرية (١٠).
قال الموظف وكان يتقن الفارسية :