٣٤
لا أحد يدري الأوهام التي تراءت للمعتضد يوم عاد « رشيق » من مأموريته فاشلاً مبهوتاً بما رأى .. لو لم يعرف « رشيقاً » وقسوته لظن أنه ما رآه من ماء لم يكن سوى وهماً أو خداع بصر .. ثم ألم يجرب صاحباه محاولة خوض أشرفت بهما على الغرق؟!
قليلون جداً يعرفون ان منزل الحسن العسكري كان قد اشتراه والده الهادي من دليل بن يعقوب النصراني .. ولقد كان دليل مهندساً معروفاً في سامراء بحفر القنوات الجوفية التي تدعى آنذاك بالكهاريز (٢٢٧) وهو الذي اسند اليه المتوكل مهمة شق نهر كبير شمال سامراء لتجهيز مدينته الجديدة « المتوكلية » بالمياه.
فهل يعقل أن يترك منزله القريب من دجلة دون « كهريز » يجهزه بما يلزم من المياه؟!
لقد بنى دليل قصره الصغير على غرار القصورة الكبيرة ... فهو مجهز بسرداب يتوسطه حوض صغير .. وهناك « كهريز » يغذي الحوض بالمياه اضافة الى مجرى في أعلى الحوض يتجه تحت ارضية السرداب صوب الحديقة لسقي الاشجار وهو ينبع من