سامراء أو بغداد .. الخطر يكمن في عقر داره لن يقر له قرار حتى يلقي القبض على المهدي أو يقتله!
أنه امام خصم عجيب لا يعرفه أبداً لقد اختفى عن الأنظار منذ ولادته.
نحن الآن في تموز سنة ٨٩٣ م ربيع الثاني سنة ٢٨٠ هـ وقوة عسكرية تصل سامراء وهدفها محاصرة منزل ابن الرضا والقبض على صاحبه .. كان رشيق يرافق الحملة العسكرية فقط محتفظاً بسره الذي لا يستطيع البوح به :
فالحفاظ على رأسه يتطلب منه الاحتفاظ بالسر مدى حياة المعتضد (٢٢٩) ..
وانتشر الجنود في درب الحصا بطريقة تفضح رعب الدولة من وجود المهدي .. إنها لا تعرف هويته ولا تعرف مدى امكاناته؟!
وأُقتحم المنزل ليدلف القائد العسكري المدجج بالسلاح ويلقي نظرة على المكان .. وخيل اليه أنه يسمع صوتاً شجياً فأرهف سمعه وأشار الى الجنود بالتزام الصمت ..
أجل أن هناك من يقرأ القرآن .. ان تلاوة القرآن تنبعث من السرداب كينبوع من ماء زلال.
أشار القائد الى بعض الجنود باتخاذ مواقعهم قرب باب السرداب وفرض ما يشبه الحصار حتى تصل التعزيزات المتفق على وصولها ؛ ووقف الجنود كالتماثيل ينتظرون إشارة القائد.