وكانت تقارير الجواسيس في بغداد قد أفادت بوصول مبالغ كبيرة من « محمد بن زيد العلوي » الى « محمد بن ورد العطار » لتوزيعها على العلويين في بغداد والكوفة فالقي القبض على ابن العطار وسيق الى قصر « بدر » الرجل المتنفذ بعد الخليفة.
وفي التحقيق اعترف ابن العطار .. ان مبالغ تصله سنوياً من محمد بن زيد وأنه يقوم بتوزيعها على العلويين.
ولكن المعتضد الذي اتبع سياسة تشبه سياسة المأمون في التسامح مع العلويين لكسب ودهم أمر باطلاق سراح ابن العطار وإعادة الاموال اليه وطلب منه أن يكون توزيع الأموال علنا وأن موظفي الدولة سوف يساعدوه في هذه المهمة (٢٣٩).
وفي شعبان من نفس العام صدرت تأكيدات بالقاء القبض على زوار كربلاء والكاظمين ، وكان قد سبق هذا الاجراء صدور توقيع من الامام المهدي يحذر من زيارة مرقد الحسين في كربلاء ومرقد الامام الكاظم وحفيده الجواد في مقابر قريش (٢٤٠).
وفي غمرة الاجواء الملبدة بالغيوم التزم السفير محمد بن عثمان جانب الحذر التام منهمكاً في اعماله التجارية .. ولكن الرجل الذي ظل يتردد عليه منذ شهور ويتوسل اليه أن يرى الامام قد انتصر.
ففي ذلك الصباح وقد بزغت الشمس من بين السحب الملونة حضر الرجل الذي اشترى قدراً من الزيت ونظر نظرة