متوسلة الى الشيخ محمد بن عثمان الذي قال له كالمعتاد :
ـ ليس الى ذلك من سبيل!
طفرت الدموع من عيني الرجل وشمر السفير أن قلبه يذوب فقال هامساً :
ـ بكر غداً!
ثم راح يسجل في دفتره بعض الحسابات فغادر الرجل وهو يكاد يطير فرحاً.
وقبل مطلع الشمس كان الرجل في طريقه الى المحل التجاري حيث يشتغل محمد بن عثمان في تجارة الزيت واذا عيناه تقعان على شاب أحسن الناس وجهاً وكان يفوح عبيراً يرتدي زي التجار وفي كمه شيء كهيئة التجار ..
أومأ العمري للرجل أنه هو .. فاتجه الرجل اليه وقد امتلأت عيناه بدموع الشوق والحنين.
وشعر ان كلماته تحترق في حضرته .. وود أن يشهق بالبكاء من أجل أن يزيح كل غيوم الحزن المتراكمة في قلبه .. أنه يقف في حضرة الانسان الذي يحمل كل هموم الانبياء وتتألق في عينيه أحلام السماء ..
وراح يسأل ويسأل .. والشاب الاسمر الذي يرتدي زي التجار يجيب .. وعندما اشرقت الشمس دلف الشاب الاسمر الى بيت متواضع من البيوت التي عادة ما يقطنها الفقراء ..