يشكوا الى ملك السماوات والأرض تعسف الولاة وظلم الحاكمين وعدوان المعتدين ٢٥٤.
وقد انتشر الناس في أطراف المسجد الحرام فيما كان النهر البشري يطوف حول الكعبة.
اليوم هو السادس من ذي الحجة سنة ٢٩٣ هـ أيلول سنة ٩٠٦ م وشاب أسمر يرتدي زي الاحرام ينفصل عن جموع الطائفين ويتجه صوب مجموعة من الحجيج جالسين حول بعضهم وفيهم رجل علوي ..
نهض الجميع أجلالاً للشاب الاسمر ، فحيا بأدب الجميع ثم جلس بينهم .. والتفت يميناً ثم شمالاً وقال بلهجة فيها تساؤل :
ـ أتدرون ما كان أبو عبد الله يقول في دعاء الالحاح؟
ـ وما كان يقول؟
وراح الشاب يقرأ بخشوع دعاءاً مأثوراً هو تجسيد حي لعقيدة التوحيد :
ـ « اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء وبه تقم الأرض وبه تفرق بين الحق والباطل .. وبه احصيت عدد الرمال ..
وزنة الجبال .. وكيل البحار .. ان تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً » ..
ونهض الشاب ليندمج مرة أخرى في النهر البشري الذي ما انفك يطوف حول بيت الرب.