« يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلاّ سعة وعطاء .. يا من لا تنفذ خزائنه .. يا من له خزائن السماوات والأرض .. يا من له خزائن ما دق وجل لا تمنعك اساءتي من احسانك .. انت تفعل بي الذي أنت أهله .. انك انت أهل الكرم والجود ، والعفو يا رب .. يا الله! لا تفعل بي الذي أنا أهله .. ».
وغادر المكان فيما كانت الكلمات الخاشعة تدخل قلوب المؤمنين اما الفتى فقد غاب في جموع الطائفين ..
وفي اليوم التالي وقد صادف يوم التروية يتكرر ذات المشهد السابق ..
قال الفتى وقد استقر في جلوسه ونظر ذات اليمين وذات الشمال :
ـ كان علي بن الحسين سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع ..
وأشار بيده الى الحجر تحت الميزاب : « عبيدك بثنائك مسكينك بفنائك .. سائلك بفنائك .. يسألك ما لا يقدر عليه غيرك ».
وهملت عيون المؤمنين بالدموع لكلمات رقيقة يناجي فيه المؤمن ربه ..
التفت الفتى الأسمر الى الرجل العلوي قائلاً :
ـ يا محمد بن القاسم! أنت على خير إن شاء الله ..
ونهض متجهاً الى النهر البشري الذي ما انفك يدور حول