٣٩
مرت عشرة أعوام مليئة بالحوادث العاصفة فقد أغار القرامطة على الحجاج العائدين الى الديار العراقية ، وارتكبوا مذبحة كبرى (٢٥٨).
وأغار بعد شهور أعراب بنو تميم على حلب وعاثوا فيها فساداً .. وتوفى الخليفة المكتفي فبويع أخوه وله من العمر ثلاث عشر سنة لتدخل أمه « شغب » وتعيد الى الأذهان قصة زوجة المتوكل « قبيحة » التي كانت تحكم من وراء ستار.
ولم يلبث الحكم الجديد أن واجه بعد أسابيع حركة مضادة وتم خلع « المقتدر » ومبايعة عبد الله بن المعتز ابن قبيحة بالخلافة وتسميته « الراضي ».
وجلس المعتز على دست الخلافة والحكم أربعاً وعشرين ساعة فقط (٢٥٩) توعد خلالها العلويين (٢٦٠) والشيعة بالويل والثبور.
وشاء الله أن تدور عليه دائرة السوء إذ أعاد أنصار المقتدر وأمه شغب صفوفهم بقيادة « مؤنس » الخادم وفرضوا سيطرتهم