ولم تكد تمرّ سوى أيام حتى أضحت السماء مسرحاً لتراكم السحب الكابية وبدا الجو مشحوناً بآلاف الصواعق وكانت الغيوم تتشكل تلالاً وجبالاً ، وضاعت البحيرات الزرقاء من السماء الصافية ..
فجأة اشتعلى البروق .. ودوّت الرعود وانهمر المطر غاضباً لكأنه عزم على اغراق هذه المدينة ..
وفي غمرة المشهد الثائر .. كان هناك رجل يبدوفي الأربعين من عمره يشق طريقه في الدروب المقفرة إلا من المطر ...
ولو أنصت اولئك المقهورون في تلك اللحظات الزاخرة بالرهبة لسمعوا كلمات تقول :
ـ ولدت في زمن يصلب الانبياء .. ولهيبه يحرق الفراشات
فغبت .. انني مثلكم انتظر لحظة الظهور.
أجوس خلال الديار ..
أرافق الزمان ..
انني الوجه الأخضر من التاريخ
ستندثر كل صفحات التاريخ الصفراء ..
وستبقى صفحتي مشرقة ..
خضراء بلون الربيع ..
بلون الحياة ..
بلون جنّات الفردوس ..
أنا مستقبل الانسان ..