أنا الشمس القادمة من قلب السحب الجليد ..
والدفء بعد ليالي الزمهرير ..
لا تحاصروني بالأساطير .. أنا حيّ بينكم .. أشهد جراحكم ..
أبكي لعذاباتكم .. أتألم لضياعكم ..
تعالوا اليّ؟!
لآتي اليكم ..
ما يزال الرجل آخذاً سمته نحو الأفق المدلهم البعيد .. وقد ظهرت بغداد خلفه في مهب عاصفة رعدية ثائرة .. السماء تشتعل بالبروق .. وضربت صاعقة مدمرة القبة الخضراء ، فهوى الفارس الأخضر الذي يتربع عليها منذ سنة ١٤٥ هـ (٣١٢).
فيما اجتاحت مياه دجلة لتجتاز الشطآن الغارقة متجهة نحو الأزقة والشوارع التي استحالت الى أنهار غاضبة ..
أما البيوت فقد بدت زوارق تائهة .. فيما كان المطر ينهمر بغزارة والرعود تجلجل في الفضاء اللانهائي ..
وقد غابت الشمس وراء السحب.
النهاية ..
٩ محرم الحرام ١٤٢١