الأسواق والمحال التجارية لقد رحل الرجل المبارك.
حضرت شخصيات رفيعة المستوى للمشاركة في العزاء وموكب التشييع وفي طليعتهم قائد الزحف على بغداد ابان الحرب الاهلية طلحة بن المتوكل الذي يعد من ابرز السياسيين العباسيين والذي أحضر من بغداد ليمثل الخليفة في تقديم التعازي ..
استحال المنزل الى سوق بسبب ضجة الاحاديث المتبادلة .. ومر وقت قصير عندما ظهر خادم بيده رقعة مطوية فنادى على خادم آخر :
ـ يا رياش خذ هذه الرقعة وامض بها الى دار أمير المؤمنين ، وقل هذه رقعة الحسن بن علي ..
وتطلع الناس الى الباب الذي اغلق تواً .. وبعد لحظات فتح الباب ليظهر كافور الخادم ثم ظهر شاب في العشرين من عمره هيئته تنم عن فجيعة .. كان حاسراً مكشوف الرأس يرتدي رداءً ناصع البياض قد شق جزء منه تعبيراً عن المصاب الجلل وفغر البعض أفواههم .. أنه يشبه الامام الراحل تماماً .. بل أنه هو .. لقد كان صورة طبق الاصل لعلي الهادي!!
اتجه الشاب الى طلحة بن المتوكل الذي عرف باسم « الموفق » .. ونهض الجميع وهب « الموفق » لمعانقة الحسن الذي هتف قائلاً :