مسافة عشرة آلاف مليون كلم تقريبا (٩٦٠٠) لتتم دورة كاملة واحدة حول الشمس هي مدة السنة الشمسية ( تتألف السنة الشمسية من ٣٦٥ يوما و ٦ ساعات و ٩ دقائق و ٩ ثوان ونصف ، أي ٢٥٦٣٦١ ، ٣٦٥ يوما ).
كلمة « كفاتا » لم ترد إلا مرة واحدة في كتاب الله الكريم ، ولذلك نلجأ إلى معاجم اللغة للبحث عن معانيها. ففي لسان العرب لابن منظور نجد أن « كفت » تعني أسرع في العدو والطيران ، ويقال عدوّ كفيت وكفات أي سريع. ومن معاني الكفات أيضا : الموضوع الذي يضم فيه الشيء ويقبض. لذلك نعتقد أن من معاني قوله تعالى : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً ) هو : ألم نجعل الأرض سريعة الدوران ، فهي تدور حول الشمس بسرعة ٨ ، ٢٩ كلم في الثانية وتدور حول نفسها بسرعة ١٦٦٦ كلم في الساعة عند خط الاستواء و ١٥٠٠ كلم في المناطق القطبية. وهكذا نستطيع القول إن القرآن الكريم حدد أن الأرض ليست فقط متحركة بل سريعة الحركة كما بيّنته الأرقام العلمية لا حقا في القرن التاسع عشر ، علما أن لقوله تعالى : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً. أَحْياءً وَأَمْواتاً ) ( المرسلات : ٢٥ ، ٢٦ ) معاني علمية أخرى سنتوقف عندها مطولا في كتاب الثوابت العلمية القرآنية في العلوم الأرضية الذي نعتزم تأليفه قريبا إن شاء الله.
تمر الأرض خلال دورانها دورة كاملة كل سنة حول الشمس في أربعة مواقع مميزة :
في ٢١ آذار و ٢٣ أيلول يتساوى طول الليل والنهار في كل بقعة من الأرض لأن الشمس في هذا الوقت تكون في مستوى خط الاستواء الأرضي ، فهل مشرق الشمس ومغربها في ٢١ آذار و ٢٣ أيلول وهو ما يسمى بالاعتدالين (Equinoxe du printemps et d’autonne ) هو من معاني قوله تعالى ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ )؟ لعل في ذلك إشارة علمية إلى أن مسار الأرض حول الشمس يتخذ شكلا إهليلجيّا وليس دائريّا؟ الله أعلم.