( إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) ( يونس : ٦ )
( وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، أَفَلا تَعْقِلُونَ ) ( المؤمنون : ٨٠ )
( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ ) ( الروم : ٢٢ )
وعند ما تتكرر الجملة الواحدة في الآيات الكريمة فإن في ذلك تنبيها للقارئ لكي يتدبر المعاني العلمية الكامنة فيها.
وفيما يلي ننظر في « تعاقب » الليل والنهار ، وفي « تفاوتهما » :
تعاقب الليل والنهار : من معاني « اختلاف الليل والنهار » تعاقبهما ، أي أن الليل يأتي بعد النهار والنهار يتلو الليل بفعل دوران الأرض حول نفسها بصورة معتدلة كما نلاحظ من خلال الوقت الممتد بين الغروب والعشاء والفجر وطلوع الشمس. فلو زادت سرعة دوران الأرض حول نفسها عما قدّرها المولى ( ١٠٧ كلم في الساعة ) لحلّ الليل والنهار فجأة خلال تعاقبهما ، ولو نقص دوران الأرض عن سرعته الحالية لحصل العكس. ونلاحظ الإعجاز اللغوي والعلمي في كلمات « نسلخ » و « يغشي » و « حثيثا » و « عسعس » و « تنفّس » في الآيات الكريمة التالية التي تعطي القارئ صورة سمعية حسّيّة ، وتكاد تكون بصرية ، عن التدرّج في تعاقب الليل والنهار :
( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ) ( يس : ٣٧ )
( ... يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ... ) ( الأعراف : ٥٤ )
( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ. وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ) ( التكوير ١٧ ، ١٨ )
تفاوت الليل والنهار : من معاني « اختلاف الليل والنهار » أيضا عدم تشابههما بالميزات والخصائص ، فلا ليل يتشابه مع آخر ولا نهار مع آخر منذ خلق الله الأرض وحتى قيام الساعة وهو معنى قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً ) ( الفرقان : ٦٢ ).