( أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ) ( الفرقان : ٤٥ )
إن طول وقصر وانعدام ظل الأشياء غير الشفافة التي تسقط عليها أشعة الشمس يكون تبعا لدوران الأرض حول نفسها ، ولو سكنت الأرض لسكن الظل. ومبدأ الساعة الشمسية قائم على امتداد الظل وموقعه خلال مختلف أوقات النهار ، فالشمس هي دليل الظل ( أي هي تقوده وتسيّره ) والظل دليل على أوقات النهار.
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ) ( القصص : ٧١ )
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) ( القصص : ٧٢ )
لو سكنت الشمس والأرض عن الدوران لغرق نصف الكرة الأرضية في ليل سرمدي وغرق نصفها الآخر في نهار سرمدي. ومن عاش لبعض الوقت في المناطق القطبية حيث يبقى النهار تقريبا لمدة ستة أشهر وكذلك الليل ، يعرف نعمة تعاقب الليل والنهار التي هي من رحمة الله علينا : ( وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( القصص : ٧٣ ).
( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ ) ( المعارج : ٤٠ )
ومثاني هذه الآية قوله تعالى : ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها. وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) ( الشمس : ٣ ، ٤ ) ( هنا يقسم المولى بوقت معيّن في النهار وذلك عند ما تتجلى الشمس أي بشروقها ، ويقسم بوقت معيّن من الليل وذلك عند ما تغشى الظلمة الشمس أي بغروبها ) في الآيات الكريمة دلالة أيضا على دوران الأرض حول