نفسها وحول الشمس : فعلى مدار ٢٤ ساعة ، وفي كل ثانية ، هناك شروق على نقطة معيّنة من الأرض يقابله غروب في نفس الوقت ، وعلى مدار أيام السنة تشرق الشمس من مكان مختلف وتغرب في مكان مختلف عن اليوم الآخر. وللآية مفهوم جغرافي أيضا ، فهي تعني أقطار الأرض الواسعة كالشرق الأوسط والشرق الأقصى وبلاد الغرب كما كشفها وقسّمها لا حقا علماء الجغرافيا. كما أن لها دلالة بيولوجية مهمة جدّا ، فجميع الأحياء البحرية والبرية النباتية والحيوانية تتأثر تصرفاتها الحياتية من نمو وتوالد وهجرة بساعة داخلية تتأثر مباشرة بالضوء والظلام وتعاقب الليل والنهار ، كما سبقت الإشارة إليه.
( وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ، صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ ) ( النمل : ٨٨ )
أخيرا نتوقف عند الآية الكريمة التي نرى فيها دليلا قرآنيّا على دوران الأرض حول نفسها :
تدور الأرض بمن عليها من مخلوقات بنفس السرعة ، لذلك نحسب أي نظن خطأ أن الجبال ثابتة ، بينما هي في الحقيقة متحركة تحرّك السحاب. ولتقريب الصورة من ذهن القارئ يكفي أن نتصور قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة فالراكب في واحد منهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر يظنه جامدا لا يتحرك.
ملاحظة
يرى البعض في هذه الآية الكريمة وصفا لمشهد من مشاهد يوم القيامة ، ونرى والله أعلم ، أنها مشهد يومي من مشاهد أيام الدنيا ودليل قرآني إعجازي على دوران الأرض حول نفسها استنادا إلى الأدلة القرآنية التالية :
هذه هي الحالات التي تمر فيها الجبال عند قيام الساعة ، كما جاء وصفها في التنزيل :