ثانيا : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ )
( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ. وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ. وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ. لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) ( الانشقاق : ١٦ ـ ١٩ )
جاء في لسان العرب أن الطبق غطاء كل شيء ، طبق الأرض وجهها ، والسماوات الطباق سمّيت بذلك لمطابقة بعضها بعضا أي بعضها فوق بعض. وفي الحديث : « لله مائة رحمة ، كل رحمة منها كطباق الأرض ». عن صفات المولى : « حجابه النور لو كشف طبقة لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ». وعن الصحابي الجليل ابن مسعود رضياللهعنه قوله في معنى ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) : لتركبن السماء حالا بعد حال. وعن الزجّاج : لتركبنّ طبقا عن طبق من أطباق السماء.
أقسم المولى بالشفق والليل والقمر بأن الإنسان سيركب طبقا عن طبق. ولقد ظل الإنسان يحلم بالطيران والانتقال من طبق الأرض إلى أطباق السماوات منذ القدم إلى أن تحقق حمله هذا منذ القرن الثامن.
وهذه بالأرقام المحطات التاريخية الكبرى الناجحة في انتقال الإنسان من طبق الأرض إلى أطباق السماوات :
في ٢١ تشرين الثاني ١٧٨٣ انتقل الإنسان بواسطة المنطاد ( Ballon ) من طبق الأرض إلى طبقة الغلاف الجوي الأولى المسمّاة « بالتروبوسفار » ( Troposphere ) ، فارتفع الفرنسي المدعو « روزيه » مئات الأمتار فوق باريس لمدة خمس وعشرين دقيقة.
وفي ١٧ كانون الأول ١٩٠٣ انتقل الأخوان « رأيت » على متن أول طائرة بنياها بنفسيهما ، ولمدة عشرات الثواني فقط ، من طبق الأرض إلى الطبقة السفلى من الغلاف الجوي الأرضي أيضا.
وفي ١٨ آذار ١٩٦٥ ركب أول إنسان الفضاء الخارجي ، إذ مشى الرائد « ألكسي ليونوف » ( LeonovAlexi ) خلال ١٢ دقيقة على طبق الفضاء