ثالثا : أبواب السماء
( لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ. وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ) ( الحجر : ١٣ ـ ١٥ )
في ١٢ نيسان من سنة ١٩٦٢ سرى في العالم نبأ تناقلته وسائل الإعلام بإعجاب وتعجب ، فلقد أرسل الاتحاد السوفياتي أول إنسان إلى الفضاء ليدور حول الأرض ، ولقد كانت الكلمات الأولى التي تفوّه بها الرائد « غاغارين » السوفياتي الهوية ، الشيوعي العقيدة ، عند ما أصبح في مداره حول الأرض ونظر من كوّة مركبته فرأى بديع خلق السماوات والأرض هو ما ترجمته الحرفية : « ما ذا أرى؟ هل أنا في حلم أم سحرت عيناي »؟
أما من تمعّن في كل كلمة من الآيات الكريمة أعلاه عما سيقوله الذين لا يؤمنون بالله ولو فتح عليهم بابا من السماء ، فسيردد بخشوع :
سبحان الذي لا تبديل لكلماته ، والحمد لله الذي صدقنا ما جاء في آياته بعد قرون من التنزيل مصداقا لقوله : ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) ( ص : ٨٨ ).
هل للسماء أبواب؟
نعم. فلقد وصف المولى السماء « بذات الحبك » أي بذات الطّرق ، ولكل طريق أبواب عدة ، ولم ينفذ علماء الفلك من الغلاف الجوي الأرضي ويسبروا شيئا من أقطار السماوات إلا من خلال الأبواب والطرائق الموجودة في الغلاف الجوي الأرضي والفضاء الخارجي. فكل مركبة فضائية يجب أن تنطلق في زاوية معيّنة وفي مسار معيّن كي تستطيع النفاذ من نطاق جاذبية الأرض إلى الفضاء الخارجي. وهناك آلاف الأدمغة الألكترونية التي تصحح سير المركبة كلما ضلّت عن مسارها ، كما أن على المركبات الفضائية خلال عودتها إلى الأرض من الفضاء الخارجي الدخول والسلوك من فتحات وطرائق معيّنة في الغلاف الجوي الأرضي وإلا بقيت