رابعاً : رحلة على متن المركبة الفضائية « كولومبيا »
مع تقدم علم الفلك وصعود الإنسان في مركبات تدور به حول الأرض يعقل المسلم اليوم المعنى الإعجازي العلمي الكامن في كثير من الآيات الكريمة ، ذلك بعد أن يطلع على ما كتبه رواد الفضاء عن الأرض والفضاء الخارجي الذي عاينوه ومشوا فيه. وهذا ملخّص لمقال نشره في « الواشنطن پوست » عام ١٩٨٣ أحد رواد السفينة الفضائية « كولومبيا » العالم الفيزيائي « جوزيف ألن » ( Allen Joseph ) ، خلال إحدى دوراتها حول الأرض في ١١ تشرين الثاني ١٩٨٢ ، مع تعليقنا القرآني على بعض فقراته.
١ ـ « إن طيران المركبة يبدأ بتسارع خاطف من صفر إلى ٢٨ ألف كلم في الساعة في أقل من تسع دقائق ». يفهم القارئ من خلال هذا الشرح معنى كلمة « سلطان » في قوله تعالى : ( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ، لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ ) ( الرحمن : ٣٣ ).
٢ ـ « يتأكد المرء بأمّ عينه من كروية الأرض التي نعيش عليها ودورانها حول نفسها وتعاقب الليل والنهار على سطحها وتداخلهما في بعضهما حتى تصبح هذه الحقائق العلمية وكأنها أشياء عادية بالنسبة لرائد الفضاء ».
وفي التنزيل نقرأ : ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) ( يس : ٤٠ ) ، ( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ) ( الأعراف : ٥٤ ) ، ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ) ( الزمر : ٥ ).
٣ ـ « في الفضاء يحلّ الليل بصورة مفاجأة وبسرعة تقطع الأنفاس وتغشي العيون ، وليس بصورة تدريجية كما هي الحال في الأرض ، فليل الفضاء الخارجي هو من أشد الأشياء السوداء التي رأيتها في حياتي ».
لاحظ وصف القرآن الكريم لظلمة السماء : ( وَأَغْطَشَ ) ( أظلم ) ( لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) ( النازعات : ٢٩ ).
٤ ـ « في الفضاء الخارجي ، تظهر الشمس فجأة وتلمع كأنها ضوء