أما مجموع الأيام في الآيات التالية من سورة « فصّلت » فهي ثمانية :
( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ، ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ ) ( فصّلت : ٩ )
( وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها ، وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ ، وَحِفْظاً ، ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( فصلت : ١٠ ـ ١٢ )
ولقد تبادر إلى ذهن البعض من اللامزين أن هناك تناقضا في مضمون الآيات الكريمة السابقة ، ربما لأنهم لم يعقلوا المعنى العلمي للسماوات في الآيات السبع الأولى ( الأعراف : ٥٤ ، يونس : ٣ ، هود : ٧ ، الفرقان : ٥٩ ، السجدة : ٤ ، ق : ٢٨ ، الحديد : ٤ ) ، وهي تعني كل ما علا الأرض من مخلوقات في الكون ، أي جميع الأجرام السماوية والمجرات ، وكذلك السماوات الطباق التي تحيط بالأرض أي طبقات الغلاف الجوي. أما الآيات الكريمة ( من ٩ إلى ١٢ ) في سورة فصّلت فهي تتكلم عن خلق الأرض وغلافها الجوي وتسويتهما. فكلمة السماوات فيها تعني طبقات الأرض والغلاف الجوي ، كما سيأتي شرحه في فصل الغلاف الجوي في كتاب لنا لا حق. و « الستة أيام » أي الستة أحقاب التي خلق المولى فيها الكون قد تكون أكبر زمنيّا من الثمانية أيام أي الثمانية أحقاب التي خلق فيها المولى الأرض وسوّاها ، فاليوم حقبة زمنية قد تطول وتقصر كما أسلفنا في بداية هذا المقال. وعلماء الفلك اليوم يقدرون عمر الكون التقريبي بستة عشر مليار سنة وعمر الأرض بأربعة مليارات سنة ونيّف ( ٦ ، ٤ ).
ومن المفيد ذكره أن أحد علماء الفلك المعاصرين « هيوبرت ريفز » (Hubert Reeves) قسّم في كتابه « التطور الكوني » (١) مختلف مراحل نشأة
__________________
(١) Hurbert Reeves. Patience dans L\'azur : L\'Evolution Cosmique. Editions du Seuil.