الفصل الأول
في نشأة الكون وتطوره ونهايته
علم الفلك أو علم الهيئة ، كما أسماه العرب ، علم قديم جدّا يرجع إلى آلاف السنين ، هدفه دراسة الكواكب والنجوم والمجرّات. إلا أنه لم يصبح علما بالمعنى المتعارف عليه للعلم ، إلا منذ القرن السابع عشر مع اختراع المرصد. وقد تقدم علم الفلك تقدما كبيرا في القرنين التاسع عشر والعشرين مع مكتشفات الكيمياء والفيزياء الحديثة. أما علم الكون فهدفه دراسة نشأة وتركيب وتطور الكون ككل ، وهو علم ناشئ لم يتجاوز عمره عشرات السنين ، فحتى بداية القرن العشرين كان تصور الإنسان لبداية وتطور ونهاية الكون تصورا خاطئا مستندا إلى الآراء السحرية والأسطورية والفلسفية والنظريات العلمية الخاطئة. أما في القرآن الكريم فإننا نجد مئات الآيات الكريمة التي تتعلق بعلم الكون والفلك ، وهذه الآيات إن درست بصورة منهجية تشكّل ما نسمّيه بعلم الكون والفلك القرآني ، بمعنى أن بعض الخطوط الرئيسية لهذين العلمين كما نعرفهما اليوم مرسومة من خلالها. فكثير من الآيات الكريمة التي أسميناها بالثوابت العلمية القرآنية هي ، كما أسلفنا ، قواعد أساسية يعتمدها علماء الكون والفلك كما سنبيّن من خلال التعليق العلمي المطوّل على كل آية كريمة تطرقت في مضامينها إلى هذين العلمين.