بالنسبة للكون اللامتناهي ، ثم جاء « نيوتن » فحاول إقناع الإنسان بأن الله ليس بحاجة للتدخل في كون خلقه بنفسه. إلا أن « نيوتن » بقي يعتقد بأنه من ذرّية آدم وحواء اللذين خلقهما الله ليكونا وذرّيتهما أسياد الأرض. ثم يأتي « داروين » ليؤكد بأن الإنسان تحدّر من القرد مرورا بالزواحف والأسماك والأحياء البحرية المجهرية ذوات الخلية الواحدة. فالكون الذي قدّر « نيوتن » عمره بستة آلاف سنة أصبح عمره مليارات السنين.
٧ ـ سؤال : وعندئذ هل انعكس الاتجاه؟
جواب : كلا. ليس فجأة ، لأن شبح « كوبرنيك » ظل هو الغالب. إلا أن تقدم الآلة والاختراعات أظهر إلى أيّ مدى أرضنا ضئيلة بالنسبة للكون. فلقد وجب الانتظار حتى القرن الماضي لنعلم بدقة اتساع النظام الشمسي مع اكتشاف « نيوتن » للكوكب « نبتون » ( Neptune ) الذي يبعد عن الشمس أربع ساعات ضوئية أي أربعة مليارات كلم تقريبا لأن سرعة الضوء ٣٠٠ ألف كلم في الثانية ، علما أن الكواكب « بلوتن » ( Pluton ) الذي اكتشف في سنة ١٩٣٠ يبعد عن الشمس خمس ساعات ضوئية. ففي ذلك الوقت لم يكن عند الإنسان فكرة عن بعد النجوم وأبعاد المجرة اللبنية التي تتبع لها. وفي بداية القرن العشرين بدأ الإنسان ببناء المراصد القوية وبفضلها وفضل تصوير طيف الضوء والتصوير العادي تمكّن الفلكيون من الغوص في أعماق الكون ، فاعتمدوا السنين الضوئية في حساباتهم ( أقرب نجم بالنسبة للأرض يبقى نوره أربع سنوات ليصل إلينا ) ، وهكذا تمكنوا من حساب شكل وأبعاد المجرة اللبنية وهي أسطوانة رقيقة لا تتجاوز سماكتها ألف سنة ضوئية أما قطرها فيزيد عن ٩٠ ألف سنة ضوئية. وشمسنا التي توجد على أطراف هذه الأسطوانة في الثلث الخارجي تقريبا ، هي نجم في ضاحية المجرة اللبنية ، متوسط الكتلة واللمعان ولا شيء يميزه من بين مائة مليار نجم ، أقول مائة مليار نجم ، تسكن المجرة اللبنية.
٨ ـ سؤال : أيصحّ القول إذن بأن أرضنا ليست شيئا يذكر بالنسبة للكون اللامتناهي؟