أوّلا : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ ) ( الواقعة : ٦٢ )
في زمن التنزيل لم تكن الإنسانية تعلم شيئا يذكر عن نشأة الأشياء. وكما نلاحظ فإن صيغة فعل ( عَلِمْتُمُ ) في قوله تعالى أعلاه قد جاءت بصيغة الماضي تأكيدا من المولى ـ وهو أعلم بتأويل كلماته ـ بأن الإنسان سيعلم يوما ما ، تركيبة النشأة التي تتكوّن منها الأشياء في هذه الدنيا. ولقد استقر نبأ ما أعلمنا به التنزيل منذ عشرات السنين فقط ، حين بدأ العلم يعرف شيئا عن نشأة الأشياء مصداقا لقوله تعالى : ( لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) ( الأنعام : ٦٧ ). وفيما يلى ، وبصورة مبسّطة ، بعض التفاصيل العلمية في النشأة الأولى للمخلوقات ، كما استقيناها من آخر المراجع العلمية ومن كتاب « النغم السري » ـ الصادر باللغة الفرنسية (١) :
نشأت كل المخلوقات من جبلة بدائية ( Primitive Puree ) مؤلفة من جزيئات أولية ( Elementaires Particules ) هي التالية :
الكوارك ( Quark ) : وهو جزيئ سالب وموجب يتألف منه البروتون والنترون ، وهو تصوّر نظري لم تثبت التجربة وجوده بعد.
الإلكترون ( Electron ) : وهو جزيئ خفيف ذو شحنة كهربائية سالبة ، يدخل في تركيب الذرة وزنه [ تصوير ] ٩* ٢٨ ـ ١٠ غرام.
البروتون ( Proton ) : وهو جزيئ خفيف ذو شحنة كهربائية موجبة يدخل في تركيب نواة الذرات مؤلف من ثلاثة كوارك ، كتلته أكبر ب ١٨٣٦ مرة من كتلة الإلكترون.
النترون ( Neutron ) : وهو جزيئ محايد الشحنة الكهربائية يدخل في تركيب نواة الذرات ، كتلته أكبر ب ١٨٣٨ مرة من كتلة الإلكترون.
__________________
(١) Trinh Thuan. La Melodie Secrete. Fayard, ١٩٨٨.