جزيئات تترك أثرها عند ما تصطدم بلوحة فوتوغرافية.
والجدير بالذكر هنا أن قوة الجاذبية والقوة الكهرطيسية والقوة النووية الضعيفة والقوية التي قام ويقوم عليها خلق السماوات والأرض وما بينهما من مخلوقات هي قوى غير مرئية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو من خلال المجهر أو المرقب من هنا نفهم وجها من معاني قوله تعالى : ( خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) ( لقمان : ١٠ ) ، بمعنى خلق السماوات بغير دعائم مرئية. إلا أن العلم استطاع أن يرى هذه القوى ، على نحو لا مباشر ، من خلال المعادلات الحسابية ومن خلال ما تتركه من آثار في الأشياء ، ومن هذه الزاوية نفهم وجها آخر من معاني قوله تعالى : ( اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) ( الرعد : ٢ ) ، بمعنى خلق السماوات بغير دعائم. ولكن هذه القوى التي ليست بعمد نراها ، ولقد رآها العلم بطريقة غير مباشرة من خلال آثارها الظاهرة والمتخفية في الأشياء منذ القرن السابع عشر. فإذا قرأنا الآية الكريمة التي نحن بصدد التعليق عليها وتوقفنا عند كلمة « ترونها » وجب أن نفهم الآية بالآتي : خلق السماوات بغير عمد مرئية. وإذا قرأناها وتوقفنا عند كلمة « عمد » ثم أكملنا ، وجب أن نفهمها : خلق السماوات بغير عمد ، إلا أننا نرى ذلك وهو ما حصل منذ ثلاثة قرون ، والله أعلم.
ثالثا : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) ( الأنبياء : ٣٠ )
( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها ) (النازعات : ٢٧ ـ ٢٨)
نظرية الانفجار الكبير ( Big – Bang; L’Explosion Fantastique )
أول من تعرّض لمسألة نشأة الكون من وجهة علمية هو « أينشتاين » ( Einstein ) والعلم الروسي « ألكسندر فريدمن » ( Freidmain ) في بداية القرن العشرين. وفي سنة ١٩٢٧ قال عالم الفلك البلجيكي « جورج لوميتر » ( Lemaitre ) إن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازيّة عظيمة الكثافة