« رتق » « وفتق » في قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما .. ). فكلمة « رتق » تعني ضمّ وجمع ، وكلمة « فتق » تعني فصل ، أي أن السماوات والأرض كانتا مجموعتين ففصلهما المولى. ونلاحظ هنا البلاغة العلمية الإعجازية في كلمتي « رتق » « وفتق » ، فكل رتق قابل للفتق ، وكل فتق قابل للرّتق ، والسماوات والأرض ستعودان كما كانتا عند قيام الساعة ، كما أنبأنا التنزيل وكما يفترض علماء الكونية اليوم.
ملاحظة
هناك قاعدة قرآنية نحب أن نلفت إليها انتباه القارئ ، وهي أنه عند ما يقول المولى في آياته الكريمة : ( أَوَلَمْ يَرَ ) ـ ( أَلَمْ تَرَ ) ـ ( أَوَلَمْ يَرَوْا ... ) فمعنى ذلك أن الإنسان سيرى عاجلا أم آجلا ما أنبأت به الآية ، سواء جاء فعل رأى بصيغة الماضي أم الحاضر أم المستقبل. ولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا مجموعة ثم فصلهما المولى إلا في القرن العشرين ومن خلال المعادلات الحسابية والمراصد والمحطات الفضائية. ولو تيسر لباحث في معتقدات العلماء الذين رأوا هذه الحقيقة الفلكية لوجد أنهم من الذين كفروا مصداقا لقوله : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ). فسبحان الذي لا تبديل لكلماته.
توسّع الكون ( Expansion de I’Univers )
لغويّا الأيد معناها القوة ، والكلمة مشتقة من وآد وأيّد أي قوّى ، وهذا المعنى لكلمة الأيد نستخلصه أيضا من قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ ) ( ص : ٤٥ ) ، و ( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ( ص : ١٧ ).
ومن مثاني قوله تعالى : ( وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) ، أي الآيات الكريمة التي تشرحها ، قوله : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ... ) ( الأنبياء : ٣٠ ) ، و ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها. وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) ( النازعات :