الفصل الثاني
نظرة خاطفة في عالم المجرات والنجوم
١ ـ آيات القسم في القرآن الكريم : ( فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ. وَما لا تُبْصِرُونَ ) ( الحاقة : ٣٨ ، ٣٩ )
أقسم المولى في الآية الكريمة أعلاه بجميع مخلوقاته سواء كانت مرئية بالعين المجردة أو بواسطة المجهر والمرصد ، أو غير مرئيّة كالأشعة المجهولة والملائكة والروح والجان والجنّة والنار وكل الغيبيات. ربما كان ذلك ، والله أعلم ، لكي يتوقف الإنسان العاقل مطوّلا أمام بديع الصنعة والإعجاز الكامن في كل خلق من مخلوقات الله بدءا من أصغر جسيم في الذرة وهو « الكوارك » ( Quark ) وانتهاء بأكبر المجرات وأبعدها. ففي دراسة كل خلق من مخلوقات الله دليل إيماني محسوس على وجود الخالق وعظمته. وكلما ازداد الإنسان العاقل علما ازدادت معرفته بالخالق وخشعت جوارحه في طاعته.
وأقسم المولى أيضا بذاته والعديد من مخلوقاته في آيات قسم خاصة هي في أكثرها آيات علمية إعجازية في مضامينها ، بمعنى أن بعضها أصبح اليوم مبادئ أساسية وقوانين رئيسة في مختلف فروع العلوم المادية. ولقد وجدنا أن أكثر آيات القسم الكريمة لم توفّ حقّها من التعليق العلمي ، ربما