سليم ولو كان ملحدا ، أن ينكر بأن الآية الكريمة ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) هي قول المولى سبحانه وتعالى. والمنطق عينه يفرض علينا التسليم بأن كل ما في القرآن الكريم من آيات غيبية لا تقع تحت سلطان التجربة والعلم المادي هي أيضا كلام الله ، وإن أنكر ذلك فهو مصاب بازدواجية المنطق وانفصام التفكير ، وهي حال كل المتعلمين من المادّيين وأشباههم من الذين يتهافت منطقهم مع نظريات الصدفة والمادة والتطور والأزلية.
ثالثا : يزداد لمعان النجم العملاق قبل موته لدرجة هائلة بحيث يعادل توهجه مليارات النجوم لذلك يمكن رؤيته في وضح النهار ، فهل هذا النجم العملاق الساطع بإشعاع ثاقب هو الذي أسماه المولى « بالطارق » وأقسم به بقوله : ( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) ( الطارق : ١ ـ ٣ )! والله أعلم. ربما يكون في السطور القادمة زيادة في الشرح العلمي عن النجم الثاقب (١).
ثالثا : ( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ )
( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) ( الطارق : ١ ـ ٣ )
سمّى المولى سورة من كتابه الكريم « بالطارق » وأقسم به وعرّفه بأنه « النجم الثاقب ». وبعد خمسة عشر قرنا من التنزيل ، وبعد التقدم الكبير في دراسة النجوم نتساءل : هل أماط علم الفلك اللثام عن « النجم الثاقب »؟ وهل تسمية « الطارق » هي عامة لكل النجوم أم أنها تسمية خاصة بنوع معيّن من النجوم؟ نرى ، والله أعلم ، أن « الطارق » هو نوع معيّن من النجوم. ولعل في المعلومات الفلكية التالية عن بعض النجوم ما يساعدنا على التعرف على خصائص « الطارق » الذي حدّد هويته المولى بأنه « نجم ثاقب ».
__________________
(١) المراجع
١ ـ لايف : المكتبة العلمية ( الكون ـ مولد وفناء النجوم ) ، ص ١٢٨.
٢ ـ Science et Vie, no ٨٤٨, Mai ١٩٨٨: « Autopsie d’une Etoile Morte », p. ٤٠.
٣ ـ Poussieres d’etoiles. Hubert Reeves. Edition Seuil, Paris.