يَسْبَحُونَ ) ( يس : ٤٠ ) ، و ( كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ) ( الرعد : ٢ ). لما ذا؟ ربما لأنه لم يتيسّر لمن كتب هذه المراجع العلمية الاطلاع على علم الفلك القرآني؟ أو ربما نسي أو تناسى ذلك ، والله أعلم. إلا أن المسئولية في ذلك تبقى على عاتق من يفترض بهم بعث ونشر التراث الإسلامي والمدافعة عنه. وإذا لم يطّلع الغرب على الحقائق العلمية القرآنية في علم الفلك فلما ذا لا نذكر هذه الحقائق في الكتب العلمية التي نضعها بين أيدي أبنائنا؟
أ ـ ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي ... ). الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية. وهي تجري بسرعة ٢٣٠ مليون كلم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية الذي تبعد عنه ثلاثين ألف سنة ضوئية ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة. فمنذ ولادتها التي ترجع إلى ٦ ، ٤ مليار سنة أكملت الشمس وما تبعها ١٨ دورة حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو التجمع المحلي للمجرات ، والتجمع المحلي يجري نحو تجمّع أكبر هو كدس المجرات ، وكدس المجرات يجري نحو تجمّع أكبر هو كدس المجرات العملاق ، فكل جرم في الكون يجري ويدور يجذب ويجذب كما سبق شرحه.
ب ـ ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ) مستقرّ الشمس هو أجلها المسمّى والمقدّر لها من العزيز العليم ، أي الوقت الذي فيه ينفد وقودها فتنطفىء. هذا المعنى لمستقرّ الشمس نستنتجه من الآية الكريمة التالية التي تشرح معنى مستقر الشمس : ( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ... ) ( الرعد : ٢ ). وقد تكررت هذه الآية الكريمة ست مرات في كتاب الله ربما لنتوقف عند الإعجاز العلمي الكامن فيها. فحتى القرن التاسع عشر ، كانت المعلومات الفلكية تقول بأزلية النجوم. أما تقدير العزيز العليم فهو بأن للشمس أجلا مسمّى ككل المخلوقات. ولم يكشف علم الفلك إلا في القرن العشرين عن أن النجوم