تقريبا. وتصل درجة الضغط في قلبها إلى مائتي مليون طن في السنتيمتر المربع. شمسنا هذه تحول في كل ثانية ٦٠٠ مليون طن تقريبا من غاز الهيدروجين إلى ٥٩٦ طنّا من غاز الهيليوم ، ومن هذا التحول تنتج طاقة تبلغ ٣٨٠ ألف مليار مليار كيلووات ، مما يكفي لحمل مياه المحيطات كلها على الغليان في ثانية واحدة.
ثالثا : ( وَالضُّحى ) ( الضحى : ١ )
خص المولى ضوء الشمس بقسم خاص في الآية الكريمة أعلاه. وفي قوله أيضا ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قسمان : بالشمس ككل ، وبالضحى. والمعلومات التالية المبسّطة عن ضوء الشمس تعطي المؤمن فكرة علمية عن عظمة هذه الهبة التي منّ بها الله علينا :
فلو لا ضوء الشمس لما كان من حياة على الأرض فهو السبب الأول في ظهور الأحياء على سطحها. وضوء الشمس هو المصدر الأساسي لبقية مصادر الطاقة كالرياح والطاقة المائية والطاقة الغذائية وغيرها. وهذه الطاقة خلافا لبقية مصادر الطاقة ، نظيفة لا تترك تلويثا في البيئة ولا تنضب إلا عند ما ينفد وقود الشمس وتنطفئ. وقد بدأ الإنسان باستغلال الطاقة الشمسية كما تنبّأ وخطّط لذلك منذ خمسين سنة ونيف العالم اللبناني حسن كامل الصباح.
خلال فصل الصيف يصب ضوء الشمس على كل كيلومتر مربع من مياه المحيط طاقة تعادل مليوني وحدة حرارية يعكس البحر ويمتص منها ٥,٩٩ %. وأما البقية البالغة ٥ , ٠ % ، فتمتصها الأحياء البحرية النباتية المجهرية ( Phytoplancton ) وتحوّلها إلى ١٥٠٠ كلم من الكربون بفعل عملية التمثيل الضوئية ( Photosynthese ) ، وهي تفاعلات كيميائية معقدة تستلزم ضوء الشمس ومادة الكلوروفيل ( اليخضور ) الموجودة في الأحياء النباتية البحرية والماء وثاني أوكسيد الكربون. ومن الألف وخمسمائة كيلوغرام من