بضوء الشمس ونور القمر من خلال ساعات داخلية بيولوجية في كل منها. كما أن للحقل المغنطيسي الشمسي تأثيره أيضا على تصرفات الأحياء. من هنا نفهم شيئا من المعنى العلمي لآيات القسم التي أقسم بها المولى بأوقات معيّنة من الليل والنهار كالفجر ( وَالْفَجْرِ ) ( الفجر : ١ ) ، والصبح ( وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ ) ( المدثر : ٣٤ ) ، والشروق ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) ( الشمس : ٣ ) ، و ( وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) ( الليل : ٢ ) ، والغروب ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) ( الشمس : ٤ ) ، و ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) ( الليل : ١ ) ، والله أعلم.
خامسا : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) ( الرحمن : ٤ )
١ ـ ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ، ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ( يونس : ٥ )
روي عن الرسول الكريم قوله : « أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب فجعل لكل شيء سببا ولكل سبب علما وجعل لكل علم بابا ناطقا ». فلقد وضع المولى في جميع مخلوقاته ميزات وخصائص مكّنت الإنسان من دراستها والولوج إلى سر الصنعة فيها. ومع الأسف ، فكلما اكتشف الإنسان بابا ناطقا في المخلوقات أرجعه بعضهم إلى الصدفة أو الطبيعة وكأن المنطق العلمي السليم يمنعه من التصريح بأن الخالق وضع في خلقه أبوابا استطاع من خلالها الإنسان تعلّم البيان في المخلوقات. من الأمثلة على ذلك الشمس والقمر والعلاقة الحسابية بينهما : فلو لم يجعل المولى الشمس أكبر من القمر أربعمائة مرة تقريبا وأبعد منه بأربعمائة مرة تقريبا بالنسبة إلى الأرض ، لما كان هناك كسوف كلّي للشمس ومن هذا الكسوف تعلّم الإنسان الكثير من خصائص الشمس وميزاتها. وننقل من كتاب « الخسوف » (١) بالفرنسية ما ترجمته كالآتي :
__________________
(١) Paul Couderc. Les Eclipses pp. ١٤ – ١٥.