( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) ( طه : ١١٤ ). والمولى فصّل القرآن الكريم لقوم يعلمون وجعله لقوم يعقلون : ( كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ( فصّلت : ٣ ) ، و ( إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ( الزخرف : ٣ ). أما العلم فنفهمه الدراسة المطوّلة للعلوم القرآنية ، وهي علوم القراءة والتفسير والتنزيل والحديث والفقه واللغة العربية وقواعدها ، إضافة إلى التخصص في حقل معين من العلوم الوضعية التي تطرقت إليها الآيات الكريمة التي يريد الباحث أن يخصّصها ببحثه ، وهذه الدراسة ، بنظرنا ، تحتاج إلى ما لا يقلّ عن عشر سنوات كاملة.
٣ ـ قاعدة التقوى : من قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ ) ( البقرة : ٢٨٢ ) ، ومثانيها قوله : ( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) ( الرحمن : ١ ). فالمولى لا يعلّم كتابه إلا لكل عالم تقىّ. أما شروط التقوى والصدق في الإيمان ، وهي تسعة ، فتختصرها الآية الكريمة التالية : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( البقرة : ١٧٧ ).
٤ ـ قاعدة الحديث الصحيح : وهي من أهم القواعد التي نعتمدها في فهم الآيات الكريمة التي شرحتها الأحاديث الصحيحة ، التزاما بقوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ( النحل : ٤٤ ) ، و ( وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( النحل : ٦٤ ). والجدير بالذكر أن الرسول الكريم لم يفسّر جميع آيات الكتاب الكريم ربما ، والله أعلم ، التزاما بقوله تعالى : ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ) ( القيامة : ١٧ ) ، وبقوله أيضا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ. وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) ( ص : ٨٧ ـ ٨٨ ) ، علما أن القرآن الكريم يظل الميزان الدقيق في صحة الأحاديث الشريفة ، فكل حديث يتعارض