تركوا القرآن مهجورا وبالأحرى أن أقول المبادئ والقيم التي كان المسلم يفتخر بها على غيره آنذاك القيم التي بنت الكيان الاسلامي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وروحيا وفكريا.
القرآن الذي فيه تبيان كلّ شيء ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )(١).
القرآن الذي اعطى للأنسان جميع الحريات المشروعة ونهى الانسان عن المحرّم المحدود.
والذي اشار اليه العلماء بالتفصيل في الكتب الاسلامية وحلّل الطيبات من الأكل والشرب ( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطّيبات من الرّزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) وقوله تعالى : ( قل انّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون )(٢) وقوله تعالى : ( لا اكراه في الدين )(٣)وقوله تعالى : ( الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه )(٤) فأطلق سراح الحريات المقيّدة بالسلاسل والأغلال ومسك بيد الأمراه واعطاها مستواها الرفيع الشامغ بعدما كانت تدفن ويهال عليها التراب في الجاهلية الظلماء
__________________
(١) سورة فصلت ، الآية ٤٢.
(٢) سورة الأعراف ، الآية ٣٣.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٢٥٦.
(٤) سورة الزُّمّر ، الآية ١٨.