يستثيرون به دواء دائهم ،
واذا مرّوا بآية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم وابصارهم فاقشعرّت منها جلودهم ووجلت قلوبهم ،
فظّنوا انّ صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم ،
واذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا ،
وتطلّعت أنفسهم اليها شوقا ،
وظنّوا أنّها نصب أعينهم(١).
وعنه عليه افضل الصلاة والسلام قال : أنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء اخفى من الحقّ ولا أظهر من الباطل ....
ليس عند أهل ذلك الزمان سلعه ابور من الكتاب اذا تلي حق تلاوته ، ولا انفق منه اذا حرّف عن مواضعه ،
ولا في البلاد شيء انكر من المعروف ،
ولا اعرف من المنكر ....
فالكتاب يومئذ واهله طريدان منفيّان ... (٢).
__________________
(١) نهج البلاغة خطبة المتقين رقم ١٩٣.
(٢) نهج البلاغة خطبة ١٤٧. وليس بعيدا ان هذا الزمان هو الذي اشار اليه الإمام عليه افضل الصلاة والسلام.