ومعانيه ، وطرقه ، وإعرابه ، وجمع في ذلك تواليف حسانا يطول تعدادها ، وله معرفة بالحديث ، وطرقه ، وأسماء رجاله ، ونقلته ، وكان حسن الخط ، جيّد الضبط من أهل الحفظ ، والذكاء ، والتفنن ، ديّنا ، فاضلا ، ورعا ، سنيّا (١).
وقال « المغامي » : كان « أبو عمرو الداني » مجاب الدعوة ، مالكيّ المذهب ، قرأت بخط شيخنا « الحافظ عبد الله بن محمد بن خليل » رحمهالله ، قال بعض الشيوخ ، لم يكن في عصره ، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه ، وتحقيقه ، وكان يقول : « ما رأيت شيئا إلا كتبته ، ولا كتبته إلا حفظته ، ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار ، وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها » اهـ (٢).
وقال « الإمام ابن الجزري » : سمع « أبو عمرو الداني » الحديث من جماعة ، وبرّز فيه ، وفي أسماء رجاله ، وفي القراءات علما وعملا ، وفي الفقه ، والتفسير ، وسائر أنواع العلوم. ثم يقول « ابن الجزري » :
ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل ، وما وهبه الله تعالى فيه ، فسبحان الفتّاح العليم » (٣).
ترك « أبو عمرو الداني » الكثير من المصنفات النافعة المفيدة ، من هذه المصنفات كتابه « جامع البيان » فيما رواه في القراءات السبع ، وكتاب « التيسير » في القراءات السبع ، وهو مشهور لدى علماء القراءات ، وأقول : قد قرأت بمضمّن هذا الكتاب ، والحمد لله رب العالمين ، وأقرأت به تلاميذي.
ومن مصنفاته « كتاب المقنع في رسم المصاحف ، وكتاب المحكم في نقط المصاحف » ، وأقول : هذان الكتابان يعتبران من المراجع الأصيلة في رسم
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٠٤.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٠٤.
(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٠٤.