قال « ابن الجزري » : لا أدري متى مات « أبو الحسين السعيدي » إلا أنه بقي إلى حدود العشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ « نصر بن عبد العزيز » في القراءة : علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسين الحمامي ، شيخ العراق ، ومسند الآفاق ، وهو من الثقات البارعين ، قال عنه « الخطيب البغدادي » : كان صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرد بأسانيد القرآن وعلوّها (١).
أخذ « علي بن أحمد » القراءات عرضا عن مشاهير العلماء. وفي مقدمتهم : « أبو عيسى بكار ، وعبد الواحد بن عمرو ».
ثم جلس لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وفي مقدمة من قرأ عليه « نصر بن عبد العزيز ، وأحمد بن مسرور ».
توفي « علي بن أحمد » في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة ، وهو في تسعين سنة.
ومن شيوخ « نصر بن عبد العزيز » في القراءة : « عبيد الله بن محمد أبو أحمد الفرضي البغدادي ». وهو إمام ثقة من القراء والمحدثين ، قال عنه « الخطيب البغدادي » : كان أبو أحمد ثقة ورعا ، ديّنا ، حدثنا « منصور بن عمر » الفقيه قال : لم أر في الشيوخ من يعلم الله مثل أبي أحمد الفرضي ، اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقراءة ، وإسناد ، وحالة متسعة في الدنيا ، وكان مع ذلك أورع الخلق ، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم ير مثله (٢).
أخذ « عبيد الله » القراءة عرضا وسماعا عن « أبي الحسن بن بويان » وهو آخر من لقي من أصحابه ممن روى عنه رواية « قالون » كما أخذ القراءة
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.