المجلس الخامس : في الانفاق صدقة عن الميّت
لا ريب في استحباب الانفاق صدقة عن موتى المؤمنين ، وقد فعل النبي صلىاللهعليهوآله ذلك وأمر به.
ففي الصحيحين بطرق متعدّدة عن عائشة قالت : ما غرت على أحد من نساء النبي [ مثل ] ما غرت على خديجة وما رأيتها ، لكن كان النبي صلىاللهعليهوآله يكثر ذكرها ، وربّما ذبح الشاة ثمّ يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربّما قلت له : كأن لم يكن في الدنيا الاخديجة ، فيقول لي : انّها كانت وكانت وكان لي منها ولد. (١)
وأخرج مسلم : أنّ رجلاً أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله إن امّي افتلت نفسها ولم توص ، أفلها أجر إن تصدّقت عنها؟
قال صلىاللهعليهوآله : نعم.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده : انّ سعد بن عبادة قال : إنّ ابن بكر أخا بني ساعدة توفّيت امّه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إنّ امّي توفّيت وأنا غائب عنها ، فهل ينفعها إن تصدّقت بشيء عنها؟
قال : نعم.
قال : فاني أشهدك أن حائط المخرف صدقة عليها. (٢)
__________________
١ ـ قال رحمهالله : هذا الحديث يدلّ على استحباب صلة أصدقاء الميّت وأوليائه صدقة عنه.
٢ ـ قال رحمهالله : ربّما كان المنكرون علينا فيما نفعله في مجالسنا من الصدقة عن الحسين عليهالسلام لا يقنعون بأقوال النبي ولا بأفعاله صلىاللهعليهوآله الا أن يكون ذلك مأثوراً عن سلفهم ، وحينئذ نحتجّ عليهم بما فعله الوليد بن أبي معيط الأموي ، إذ مات لبيد بن ربيعة