[ المجلس السابع والعشرون ]
روي المنذر بن الجارودي (١) فيما حدّث به أبو حنيفة الفضل بن الحباب الجمحي ، عن ابن عائشة ، عن معن بن عيسى ، عن المنذر بن الجارود قال :
لمّا قدم علي رضي الله عن البصرة دخل ممّا يلي الطف فأتى الزاوية فخرجت انظر إليه ، فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس على فرس أشهب ، عليه قلنسوة وثياب بيض ، متقلّداً سيفاً ، معه راية وإذا تيجان القوم الأغلب عليها البياض والصفرة ، مدجّجين في الحديد والسلاح ، فقلت : من هذا؟
فقيل : أبو أيّوب الأنصاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله وهؤلاء الأنصار وغيرهم ، ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض متقلّداً سيفاً ، متنكّب قوساً معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس ، فقلت : من هذا؟
فقيل : هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري (٢) ذو الشهادتين.
__________________
١ ـ المنذر بن الجارود بن عمرو بن خنيس العبدي ، ولد في عهد النبي وشهد الجمل مع علي عليهالسلام ، وولاه علي إمرة اصطخَر ، ثمّ بلغه عنه ما ساءه فكتب إليه كتاباً وعزله ، ولاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند سنة ٦١ هـ ، فمات فيها آخر سنة ٦١ هـ.
انظر : الإصابة ترجمة رقم ٨٣٣٦ ، جمهرة الأنساب : ٢٧٩ ، الأغاني ١١ : ١١٧.
٢ ـ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين : من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهد بدراً وما بعدها ، جعل رسول الله صلىاللهعليهوآله شهادته شهادة رجلين ، شهد الجمل وصفين واستشهد فيها وهو القائل يومئذ :