أنه ترك إقامة الحد والقود في خالد بن الوليد وقد قتل مالك بن نويرة وضاجع امرأته من ليلته ، وأشار إليه عمر بقتله وعزله ، فقال : إنه سيف من سيوف الله سله الله على أعدائه (١). وقال عمر مخاطبا لخالد : لئن وليت الأمر لأقيدنك له.
وقال القاضي في المغني (٢) ـ ناقلا عن أبي علي ـ إن (٣) الردة قد ظهرت من مالك ، لأن في الأخبار أنه رد صدقات قومه عليهم لما بلغه موت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] كما فعله سائر أهل الردة ، فاستحق القتل (٤).
قال أبو علي : و (٥) إنما قتله لأنه ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : صاحبك ، وأوهم بذلك أنه ليس بصاحب له ، وكان عنده أن ذلك ردة ، وعلم
__________________
(١) وقد جاءت قصة قتل خالد مالك بن نويرة في تاريخ ابن جرير ٢ ـ ٥٠٢ ، والإصابة لابن حجر ٢ القسم الأول ـ ٩٩ ، وغيرهما. وانظر : الصراط المستقيم ٢ ـ ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ، وغيره.
ولكشف رأي الخليفة في قصة مالك انظر : الغدير ٧ ـ ١٥٨ ـ ١٩٦ ، وقد حكى القصة مفصلا عن جملة من المصادر ، ولاحظ : تاريخ أبي الفداء ١ ـ ١٥٨ ، تاريخ الطبري ٣ ـ ٢٤١ [ طبعة أخرى : ٤ ـ ٦٦ ـ ٦٨ ] ، تاريخ ابن الأثير ٣ ـ ١٤٩ [ طبعة أخرى : ٢ ـ ٥٣٦ ] ، تاريخ ابن العساكر ٥ ـ ١٠٥ ـ ١١٢ ، تاريخ ابن كثير ٦ ـ ٣٢١ ، تاريخ الخميس ٢ ـ ٢٣٣ ، تاريخ ابن شحنة ـ المطبوع في هامش الكامل ـ ٧ ـ ١٦٥ ، أسد الغابة ٤ ـ ٢٩٥ ، خزانة الأدب ١ ـ ٢٣٧ ، الإصابة ١ ـ ٤١٤ و ٣ ـ ٣٥٧.
والخليفة الأول هو أول من فتح باب التأويل والاجتهاد ، وقدس ساحة المجرمين والبغاة ، ومحاباة رجال الجرائم والانحرافات في عمله في قصة خالد ، إذ نزهه بأعذار مفتعلة عن دنس آثامه الخطيرة ، ودرأ عن الحد بذلك ، وتلك طامة لحقتها طامات ، وبلية ما أكثر ما لقينا منها من بليات إلى يومك هذا.
(٢) المغني ٢٠ ـ القسم الأول ـ : ٣٥٥.
(٣) في المصدر : وهو أن ..
(٤) وقد جاء : فاستحق القتل ، في المغني في الصفحة : ٣٥٤.
(٥) لا توجد الواو في المصدر.